الخميس، 31 مايو 2012

لا تسألوني عنها



بقلم - أميمه العبادلة :

لا أستطيع الحديث عنها، فلم يتسنى لي بعد أن أعرفها جيداً..

في الحقيقة، رغم تعاملي المباشر معها، ومحاولاتها المستمرة والمستفزة للتدخل في شؤوني، إلا أننا غرباء عن بعضنا..

أقصد، حتى الآن لم أجتمع معها في ظروف طبيعية لأتمكن من أن أطلق عليها حكماً محايداً..

فمنذ أن عرفتها وهي صاخبة، تتألم، تشكو.. ثم تجلد من جسدها الهزيل كل ما قد تطاله يد بطشها..

أحياناً أشك في أنها قد تكون مجنونة، أو أن أشباحاً تُسيرها..!!

غريبة هي كيف تدعي العفة وعزة النفس، وتشحذ كل شيء كل الوقت..!!

ملتزمة ، محافظة، تخشى كلام الناس، وتخفي فجوراً في عباءة سترها..!!

من الصعب علي أن أصفها، فلست أرى غير تناقض لا مفهوم ولا منطقي ولا متناسق بين أقوالها وأفكارها وسلوكها..

إنها بذاتها عالم.. عالم يعج بعجائب أكثر تشويقاً من كل ما مر على (أليس) عبر صفحات قصة عجائبها المشهورة..

أووه لا بد أن أصمت فكلامي عنها سيكون هتك عرض، وعرضها كطولها لا يحتمل.. وأهلها، وأنا كفرد من أهلها، لا يليق بنا أن نفضح عيوبها مطلقاً، بل يتوجب علينا أن نداري سوأتها، ونكتم غيظنا، وننفجر من الداخل دون أن نتراجع عن ابتسامنا أمام الكاميرات، والسلطات لو سألونا عنها..

لكن ما يزعجني حقاً أنني كلما تجاوزت والتمست لها ألف عذر وأحببتها، أوجعتني في صميم القلب كل يوم..

بالمختصر، إنها دوماً في القلب [ غزة ] تدميه وتوشك أن تقتله..!!

الثلاثاء، 22 مايو 2012

ذات ذاكرة .. قصة قصيرة

بقلم - أميمه العبادلة:

فِي فَيء الشجرةِ يُراقِصُ خَيالهُ ويبتسم.. يَستحضرُ طيف طفلةٍ، قبل عُمرٍ، كيف كان يأخذً سَكاكرها، فتبكي.. تُحاول أن تَركُله، فَتركل الفضاءَ وتَسقط..!

يضحك، ويصمت.. يغلق عينيه، ويتوقف كي يَنبش زاويا الذاكرة عله يَجد اسمها ملفوفاً بشبرةٍ حمراء..

يَعتقد أنها حمراء..!

يَتعثر بصورة أُخرى، نصف متهرئة لنصف امرأة في أول يوم من العشرين.. يحاول إكمال ملامحها، فيعترضه عنكبوتٌ، مُدَرَبٌ، ويُسقطها من يده.. يقفز منتشياً على خُيوطه ليكمل مهمة سريةً في ذاكرةٍ أُخرى..

غُبارٌ كَثيف، كأن امرأةً لم تَمُر من هنا، رغم أن حشداً مروا به..

سَئِم هذه الفوضى.. ثم تذكر أن لا واحدة منهن أَمضت معه من عمرها أطول من سواد ليلٍ دون قمر، ودون أسماء للليل وللقمر..

يَنفضُ رأسه لِتَسقط منه حكاياتٌ غير مهندمةٍ أَثارتْ سُعاله..


الجميع يسقط أرضاً، إلا هو مُتشبثٌ بِحقه في الثبات..!

تَبقت واحدةٌ.. التف نَسلٌ لِخيطِ صُوفٍ أَزرق حول عُنقها.. يَنزعها دون اهتمام ويَمسحُ يَده وينادي: يا عفاف..!

تَأتيهِ مُسرعةً كملاك أبيض.. تضغط على يده، لِيعرف في ظلامهِ أنها جاءت.. يُخبرها أنه مُنهك، فتدفع كرسيه المتحرك صوب غرفته في قسم الرجال العجزة..!

الاثنين، 7 مايو 2012

وطن ضائع ..!




بقلم - أميمه العبادلة:

[ وفي رواية عن وطن ضائع، يُحكى أن.. ]

وكتبَ التاريخُ أنهم ما أغراهم وطنٌ واحدٌ كي يثوروا لأجله..!!
فحللوا لأنفسهم من الأحزاب مثنى، وثلاث، ورباع،
وما ملكت أيمانهم من الـ NGOs.. ولم يعدلوا..!!

وزد عليه أنهم قد فرطوا، وباعوا، وضاعوا..
بل وأضاعوا كل الشعب معهم..!!

فَـ رُبعٌ وسوسوا له أن متْ، وأروي الأرضَ بطهركَ..
فماتَ الطهرُ وما بقي على الأرض غير الفساد..!!

وربعٌ جعلوهُ كبشَ فداءٍ في أسرٍ، عند سجانٍ غاصبٍ..
وما افتدوا به سوى أهواءهم والمناصب..!

وربعٌ اعتقلوه (هُم)، ليشبعوا نهمهم المريض للسيادة..
فما شبعوا وما سادوا..!!

وربعٌ أثبتوا للعدو أنه شعبٌ دخيلٌ، ينتمي لأرضٍ غير الأرضِ..
وهنا ما بقي بعد القول قولٌ..!!

وقيل أنهم حين ورثوا الأرض، قدموا نصفها قرباناً لإله المستوطنات ليرضى..
وقسموا ما تبقى فيما بينهم، لتستقيم التركة..

ويا ليتهم ماتوا قبل ذلك، أو خُسفت بهم الأرض، أو كانوا نسياً منسياً..



الأحد، 6 مايو 2012

نفاق بائن



بقلم – أميمه العبادلة:

[ بعض الأمور تجبرنا على الخروج عن صمتنا رغماً عنا ]

لم أكتب مثلهم عن الأسرى، ولم أخبرهم أنني أضربت، ولم أنشر صورة رومانسية لي وأنا أهذي بأسمائهم.. رغم أنني فعلت أكثر مما فعلوا في خيمة الاعتصام..!!

بعض المنشورات على الفيسبوك كانت مثيرة للغثيان بكل معنى الكلمة.. وأشبه بهرم قزم لمزيف، يراد به المراءاة في حضرة العماليق..


وبعضها الآخر كان إقحاماً - بالاتفاق والشراكة - لأغراض دعائية
لِـ السيد "لا أحد" ليندرج فعله كريماً في قائمة الشرف دون نضال..

ماذا يعني أن يصور أحدهم نفسه نائماً بعينين هائمتين في اللاشيء فقط لتكون الصورة أحلى..؟!! أو ليقال فلان البطل تضامن اليوم في خيمة الأسرى فطوبى له..؟!!

التضامن معهم شيء له قدسية أعلى من هوسكم بذواتكم.. أمر أجده أشبه بأن لا تعلم الشمال ما قدمت اليمين.. أما الرياء فلا ثواب عليه لا في الأرض ولا في السماء..

يقال أن الثورة الفرنسية عندما انتهت، ونجحت لم يكن أحد يعلم من هو شارل ديجول، ولم يعرفوا حتى كيف كانت ملامحه.. لذلك كرمه الشعب فيما بعد بأن وضعوا له تمثالاً في كل مدينة لأنه أراد الخير من قلبه، لا الشهرة..