الأربعاء، 16 يناير 2013

شرقي ابن عربي


بقلم - أميمه سليمان العبادلة:

يقولون أن الشرقي دمه حامي كناية عن سرعة الغضب واشتعاله، وسرعة الحَمِيَّة.. لكن يبدو أن العربي بات يحتاج لبوصلة، أو لـ"لاقط هوائي" لتوجهه بعناية متى عليه أن يكون ذو دم حامٍ..

عادة ما يكون هذا الشرقي حامي الدم ثأراً لما لا يُثأر له كمبارة كرة قدم، أو للاستحواذ على قلب غانية شابة، أو لعادات جاهلية ليس فيها من الخير شيء..

أما في المواضع التي تستوجب الدم الحامي كالانتفاض لحرية الشعوب ونصرة الفقراء والمظلومين، فإنه عادة يتحول أوتوماتيكياً ليكون من ذوات الدم البارد..

مازلت أفكر أين كانت عقول أمراء الخليج وخصوصا المتحكمون في تلك البقعة الصاخبة التي تسمى "دبي" حينما أهدروا أربعين مليون دولاراً لأجل ألعاب نارية دامت لدقيقة فقط خلال رأس السنة 2013..

ما جدوى أنهم دخلوا بها موسوعة جينيس..؟!! هل أصبحت موسوعة جينيس أكثر إغراءا من دخول الجنة..!! أليس فيهم من عاقل واحد يقول لهم كفاكم حماقة..!!

هل جينيس هذه ستدفئ قلوب المكلومين، وستملأ بطون الجوعى، وتطمئن أرواحاً مرتعشة..؟!!

بعض العرب بحماقتهم جعلونا نتمنى لو أننا ما كنا عرباً، أو لو أنها تخسف بهم الأرض ويريحونا من ارتباطنا الزائف معهم بصلة دم لعروبة ما عادت تساوي حفنة من تراب..!!

الخميس، 3 يناير 2013

الإنطلاقة


أميمه العبادلة:

[ هذا الحوار تكرر معي بذات الصياغة مرتين، ما قبل الانطلاقتين ]

هو: هل ستشاركين في الانطلاقة غداً..؟!!

أنا: لا فعندي امتحانات متتالية وأحتاج أن أشتري وقتاً فوق الوقت..

هو: اممم يبدو أنك لا تنتمين لهم إذا أنتِ منا، بوركتِ..؟!!

أنا: اللهم بارك في الجميع لكن على رِسلك.. هم من، وأنتم من بالضبط..؟!!

هو: نحن..!!

أنا: وما اسمكم الصريح يا نحن..؟!!

هو: (مراوغاً) طيب دعيني أسأل بطريقة أخرى.. لأي فصيل تنتمين ولو روحياً، لا بشكل تنظيمي مسجل وموثق: فتح أو حماس..؟!!

أنا: اممم لا هذا ولا ذاك..

هو: اوه يبدو أنكِ جبهة لكن لا تبدو معالم اليسار عليكِ..!!

أنا: ههههه لا يسار ولا يمين.. أنا أنتمي لفلسطين..!!

هو: اهه.. دعكِ من الإجابات الدبلوماسية والمثالية.. اعتبريه سؤالاً جاداً الآن وليس فضولياً كما السابق..

أنا: انظر.. فلسطين التاريخية التي تخصنا نحن دون غيرنا ولا شريك آخر لنا فيها أقدم وأكبر وأعظم وأهم من أن تضيعوها وتضيعوا انتمائنا الأصيل لها بانتماء لفتات فصائل، أكبرها لم يبلغ الخمسين وأصغرها بالكاد أتم عامه الخامس والعشرين..

بالمناسبة كلاهما وُجِدَ ليقول بصوت جهور أنا أمثل فلسطين.. وها أنا أنطلق وأحتفل لأجل فلسطين..

يا عزيزي لا أحمل بطاقة تنظيمية.. أحمل فقط بطاقة تدل أنني من فلسطين وهذه من أناضل كالجميع لأجلها.. وبما أنني لست بحاجة لأوثان أعبدها لتصلني بالله.. فإنني، أيضاً، لست بحاجة لأعبد فصائل تثبت انتمائي لفلسطين التاريخية..