الخميس، 29 مارس 2012

نصيحة أخوية

بقلم - أميمه العبادلة:

هذه الأيام تكثر نصائح الأصدقاء للأصدقاء وتتوالى:
[ خففوا وطأة أقلامكم عن كاهل الأزمات.. وإلا تعرضتم للمسائلة ودفع الغرامات ]..

كنتُ إحدى من تعرضوا لهذه النصيحة "الأخوية" من باب "المحبة":

-       لكن عن ماذا أكتب..؟!!

-       أكتبي عن الحب.. وهل أجمل من الحب..!

-       أي حبٍ هذا..؟!! الحب مقطوع ككل الخدمات المقطوعة عندنا.. 
    من يفكر في الحب وهو جائع، يرتجف من البرد، ولا يجد سبيلاً لإيصاله لاستجداء رزقه من رب عمله..؟!!

-       ماذا قلنا! هذه الأحاديث مغرضة، مضللة، وأنتِ عاقلة لا تنساقي لهكذا تًرهات..!! أكتبي عن الحب..!!

-       حسنا، لكن الحب رفاهية اجتماعية، ونحن نفتقر لها..

-       احم احم

-       عفوا عفوا، أقصد الرفاهية موجودة، بل وتزيد عن حاجتنا، لكن نحن لا نجيد التعامل معها..

-       ممتاز، أكتبي إذا عن حُسن التعامل مع رفاهية الحب.. خصوصاً الحب الواجب شرعاً للسادة المسئولين.. أطال الله بقائهم.. لأنهم وفروا لنا كل سبل الرفاهية الممكنة..

-       آمين..!! (*_*)

الأربعاء، 21 مارس 2012

تدوينةُ حبٍ

بقلم - أميمه العبادلة:

أستغرب ممن يُفَصِّلُوْنَ الحب كثوبٍ، يَخُصُّوْنَ به نفراً من الخلق ويستثنون البقية دون مبرر أو إبداء أسباب.. لا أذكر يوماً أنني قابلت أحداً ولم أشعر بمشاعر الحب المطلقة تجاهه، امرأة كان أو رجلاً.. حتى أولئك السيئون منهم..

إنه الحب للإنسان، ولمجرد أنه إنسان.. وهل الإنسانية بالشيء القليل..؟!!

بالنسبة لي فإنني أجد هذا سبباً كافياً جداً لإشاعة مشاعر الحب والتقدير فيما بين الناس وبعضهم، بغض النظر عن أي اعتبارات.. إذ أن جميعنا في النهاية بشر قد نُصيب وقد نُخطئ، وخير الخطائين التوابون..

في الواقع، علينا أن لا نغفل لحظة عن إدراك الحقيقة في أن عوامل خارجية كثيرة لا سلطان لنا عليها تُشكل سلوكياتنا..

فالمجرم، والمنافق، والكاذب، وغيرهم ما اختاروا يوماًً أن يكونوا كذلك.. حتى وإن اختاروا السلوك ظاهرياً، فهم مرغمون عليه في الحقيقة المستترة التي لا يعلمها سوى الله في عليائه..

جميعنا خُلقنا على فطرة سليمة.. وجميع من أَفسد سلامة هذه الفطرة سيكون شريكاً أساسياً في الإثم.. وأخشى هنا أن يكون كرهنا للمخطئ ما قد يُفاقم المشكلة، ويجعل منا شركاء إضافيين لهذا الإثم..

حبنا قد يغير شيئا، أو أشياء ربما..!!


لستُ، بالطبع، أبرر قُبح السلوك.. بل إنني أمقتهُ.. ولستُ أبررُ الخطأ وألتمس العذر.. لكنني أجد أن شيئا من الحب قد يُروض سباع الغابة، فيأمنوا ويخضعوا.. فأغلب السلوكيات العدوانية والخاطئة تنبع من شعور عميق بالخوف وعدم الطمأنينة..

قد أكون حالمة جداً، لكنني أثق بطاقة السحر الرهيبة التي تكمن في إبداء فعل الحب، وتأثيره الايجابي على كل ما فيه روحٌ تُسبح بحمد الله حولنا..

ما أَوَدُ طرحهُ الآن يكمن في إجابةٍ مفتوحةٍ لسؤالٍ مُطلق: ما الذي يمنعنا أن نُكِنَّ مشاعراً ممتلئة بالحب لجميع البشر..؟!!

الأبيض والأسود، العاقل والمجنون، العربي والأجنبي، المسلم والمسيحي، وحتى الملحد.. من يدري لعل حبي له يجعلهُ مؤمناً يُحب المؤمنين..!!

لكن وما شأني أنا بأمر إيمانه أو كفره..؟!! كم من المتدينين مُرائين يُضمرون الكفر ويُظهرون الإيمان، والعكس صحيح.. فعلى أي هيئة ظاهرة مخادعة أحكم، والباطن لا يعلمه سوى رب العباد.. أليس من الأسلم التسليم بإنسانيتهم، وترك مكنوناتهم وما تحتويه لخالقنا الأعلم منا جميعاً..؟!!

لم ينصب الله - وحده لا شريك له - أياً منا بديلاً عنه في الأرض ليتولى مهمة الحسابِ، أو توزيع التركات على الخلائق من قصور جنة، ودَرَكِ نار..

حتى الأنبياء والمرسلين بُعثوا فينا فأرسوا قواعد التشريع ورحلوا من غير إكراه في الدين، و ( كل نفس بما كسبت رهينة )..

لم أقصد حقيقة تناول هذا الجانب، غير أن الحديث جذب بعضه فتدافع المعنى.. وأعود مرة أخرى لذات السؤال: ما الذي يمنعنا من إفشاء الحب فيما بيننا..؟!! وحاولوا أن تتدبروا المعنى..

وسأبقى أكرر أن للحب طاقة السحر التي تريح النفس وتحررها من كل عقدها المستترة.. فينعكسُ نوراً يُضاء به البصر والبصيرة، ويُشكِّل الأمنيات، ويُحقق الأحلام، ويَمحوا الخطايا..

فهل يستحق هذا الشعور النبيل أن يُرفض ويُمنع ويُقيد بشروط..؟!!

الخميس، 15 مارس 2012

وماذا بعد يا عرب..؟!!

بقلم - أميمه العبادلة:


بدأ العام 2012 ما بين ذهول بصر وتخبط بصيرة.. وحرقة قلب من الدرجة الثالثة، وجراح تزداد اتساعا.. هذا حالنا، أو حال معظمنا ربما، جراء متابعة أخبار لا تسر بل تصيبنا باكتئاب مزمن..

قلتُ معظمنا.. أو ربما كان أقل من المعظم قليلا، حيث إن سوادا غالبا من الأمة لا يعرف من المحطات الفضائية سوى "موجا كوميدي"، وحديثا توأمَ مشاهدته لها بقناة "التت" الفاضلة..

وبعيدا عن القنوات الثقافية الفاضلة آنفة الذكر، وبالرجوع لحرقة الدم التي تنقلها قنوات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر، فالوضع أكثر من مزري..

العالم كله مغيب بفعل أزمات لا ندري إن كانت ثورات حقيقية أو مفتعلة لأهداف خفية، أو غير خفية ربما..


أحد أول الأهداف أن الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومهد المسيح يُداس ويدنس.. وانشغال العالم عما يحدث في الأقصى هذه الأثناء، بلا شك، مبرر.. إذ لا حكومات، والشعوب مازالت تناضل لنيل حرية "وهمية".. حيث إن الخلاص من حاكم سجان استوطن وعائلته وأنسباؤه، ما هو إلا ضرب من خيال، أو كاميرا خفية لمهزلة سمجة سيعاد بثها مرارا على الشاشات، دون أن يكترث أحد لإيقافها أو منعها..


وأخشى فيما أخشى أن يتم التعامل مع ما يحدث من مجازر بشعة وقتل متكرر بمنطق أغاني القرن الماضي الهابطة، حينما كان يخرج علينا بعض تجار الفن الرخيص بعبارة: "الجمهور عايز كده"..!

فمصر أم العرب تنهار يوما بعد يوم.. وذكرى ثورتها أشعلت ثورة جديدة وحده الله يعلم مصيرها ومستقبل أهلها.. وهي تعصب الخوف، وتربط على الجراح لتجميل حاضر يشبه الماضي ما بين "فرعون" لا مبارك الخطى، مسجى على سريره ومعروضا على الملأ عبرة لمن يعتبر في قفص الاتهام.. كـ"فرعون" موسى المسجى في المتحف المصري.. وبين مجلس عسكري ليس سوى أداة نفي للثورة، وجزم باستمرارية سيطرة أجهزة المخلوع من سجونهم الوهمية.. والشعب يسقط أرقاما تلو أرقام دون أن يلتفت أحد من المسئولين له..

أما سوريا ففيها أسد طليق عاث في البلاد فسادا.. ما احتوت كتب التاريخ شبيها له لا في غزو التتار ولا جنون الحجاج ولا حتى في أساطير الصين عن التنين.. وها هو الأسد يوصد باب حارتها وعقيدها يؤدب المنشقين "الشبيحة"، رحيما، بالفلكة.. وأعداد القتلى حدث ولا حرج..

بالطبع لو أن أرقام من يسقطون من قتلى يدخلون ضمن أرقام البورصة لاختلف الأمر.. لكن ما دون ذلك لا يساوي شيئا.. ولا احد من القادة يدرك أن حجم الاستثمار في الإنسان أكثر قيمة وفائدة من أوراق نقدية قد تحترق بلمح البصر..

ولا يدركون أيضا أن لا قيمة تأخذها الدولة بعد رِخص إفرادها في عيون قادتهم..

بعد كل هذا أخبار فلسطين لا تحتاج لأكثر من موجز مختصر لعبد الحليم حافظ يغنيهِ حزناً: "طريقك مسدود يا ولدي" لتفهم معه تحليلا شاملاً لمستقبل المصالحة الخيالية..

ومع ذلك لعلنا الأوفر حظا هنا من بين الشقيقات العرب، إذ أننا رغم انقسامنا على ذاتنا وفرقتنا عن ثوابتنا إلا أننا والحمد لله تميزنا بدخولنا موسوعة جينس بدولتين وبوزيرين لكل وزارة.. كنا نحلم بدولة واحدة، فها نحن نسيطر على اثنتين.. نحتاج كثيرا من الخرز الأزرق نعلقه في الطرقات كي لا تصيبنا العين حتما..!


المضحك المبكي أن وزاراتنا جميعها وهمية، ومناصب فخرية لا أكثر.. والمفلج أن جميع الوزراء يتقاضون رواتب.. والشعب وحده في فلسطين من يدفع، ولا يتقاضى شيئا..


ما يشفع قليلا أن ما يتقاضونه من أموال حكومية ومن المساعدات التي يشحذونها من الدول العربية، ستكون نارا حارة سيحترقون بها جراء كل التهلكة التي سببوها لنا..


ولكن لن يكون السادة المسئولين والقادة عندنا وحدهم بالطبع من سيعانون حرها، بل نبشرهم أن نظرائهم العرب جميعا ينتظروهم هناك في درك صمم خصيصا للقادة والمسئولين..

الخميس، 8 مارس 2012

Every Woman's Song



"Every Woman's Song for Every Woman's Day"
I Wish You All a Happy International Women's Day


كسر القوالب


"ينامُ ويصحو على خاطر لو أن له ديوان شعر، ويصمت فهو لا يجيد نظم القوافي في قالب أنيق..
لم يعلمه أحد الشعر يوماً، وخاف هو طرح السؤال"..!



لماذا يجب أن يكون الديوان شعرا..؟!! فليكن الديوان كلاما من القلب كيفما اتفق وانتهى.. فما الشعر إلا كلام أحبت الأذن سماعه لا لموسيقاه بل لروعة المعنى وصدق الإحساس فيه..


هل كل بشر سنَّ لنا سُنةً في مرة سيجبرنا على إتباعها بعيون مغمضة أبد الدهر..؟! ما اسم الشيء الذي كان قبل ابتكار الديوان يا تُرى..؟!


اكتب ديوانكَ يا أنتَ وليكن بياضا فقط.. ليكن صوراً.. ليكن خربشات برصاص حي.. من تراه سيهتم..؟


جاوزنا الكفر بالشعر.. وما هو إلا تخدير للقلوب والمشاعر بقوافٍ عريضة وأجنحة متكسرة.. فلتسقط القواعد الغبية الجامدة التي حطمت اللغة.. وحطمت الإبداع والابتكار..


كم من مبدع خاب خياله لأن جمود الواقع حدد التعامل بقواعد قديمة لعلها إن بحثنا حولها لوجدناها مكتظة بالخطأ والخطيئة..


اكتب ما شئت وسمه ما تشاء.. ابتكر فنا جديدا.. ولينتهجه ألوف من الأجيال بعدنا.. ليكن شعارنا التجديد في كل شيء بعد الآن.. وكفانا تقليد للأولين برتابة مملة..




- أميمه العبادلة -


الأربعاء، 7 مارس 2012

وهم القصائد

بقلم - أميمه العبادلة:

أتخونُ القصائدُ الشعراءَ، أم أنهم باغتوا الأمنياتِ،

فصادوها بِشِبَاكِ الهوى..؟!!

نسجوها من ضفائر الساذجات،

وعلقوها في الريح طائرة ذاب منها الورق..!

- أميمه العبادلة –


ما أظنني يوما سأنسى لقاءً لمروان خوري الشاعر والمغنى عبر قناة الحرة الأمريكية منذ سنوات.. مروان خوري الذي سحر الجميلات برومانسيته، ورقته، وأغنياته الحالمة التي صورته عاشقا متيما، وصورت حبيبته ملكة الدنيا.. لقاؤهُ أيضا كان مذهلاً، لكن بشكل مختلف تماما..


لا أظنه في لقاءهِ أذهلني وحدي، بل بالطبع قد أذهل كل من سمعه حينها.. سبب الذهول اعتراف مفاجئ منه أن كل ما يُكتب من قصائد عن الحب غير حقيقي، وأنه كشاعر يُحسن القول لتعويض نقص حاد في المشاعر العذرية، الأفلاطونية، وليرضي أمنيات زائفة لفتيات سُذَج.. بينما هو كرجل لا يفكر بهذا ولا يمارسه في الحقيقة..


"ما من رجل حسي، جميعهم مادِّيْوُن، جسديون".. هذا ما اعترف به نيابة عن كل الرجال..


في الواقع، ومن ناحية سيكولوجية وفسيولوجية هو أمر حقيقي، غير أن أيا من النساء لا تصدقه، وكل واحدة تظن نفسها القديسة المخَلِّصَة التي ستغير التاريخ، وخارطة العالم بترويض رجلٍ كما تتمناه..


لا يمكن ترويض الرجال يا عزيزتي.. هم هكذا، لا عُلوا ولا غرورا ولا حتى غباءاً.. ببساطة هكذا خلقهم الله.. وعليكِ أن تدركي ذلكَ قبل كل شيء..


النساء في غالب الأحيان ساذجات، ويعتقدن أنهن عباقرة.. بينما الرجال دواهي، ويزداد دهائهم مع كل عام يمر، خصوصا مع ازدياد التقدم والرقي ومساحات البوح الواسعة وحرية التعبير التي تشبثت كل النساء بها حصادا لأفكار مزروعة بالكبت داخلهن، مما وفر على الرجل المفطور على الصيد جهد ومشقة فهم ثغرات المرأة الفريسة..


كثير من الرجال، إن لم يكن الأغلب، أدركَ الحاجة الحسية والمعنوية للمرأة، فنسج البحر من أجلها قصائد عشق.. ورغم ملوحة البحر الشديدة لم تدرك إحداهن زيف القصيدة.. بل أقسمت أنها أحلى وأشهى ما تذوقت من معسول الكلام..


لا عجب، ولا استغراب.. فليس للحلو وجود، وما من سبيل للمقارنة والتبيان..


غبيات..! ظنوا الملح عسلا، وظنوا السم ترياق.. وحلمت كل واحدة منهن أنها تخطوا نحو بلاط المُلك، سوى أنهن أوراق لعب يُلقى بها في نهاية اللعبة..


وبعد كل هذا العناء تبكي تلك الساذجة وتظن نفسها أخطئت أو أذنبت أو أسرفت أو أو أو.. وتقسم بالقصائد التي كانت أنه قد كان أحبها.. غير أن الجُرم الوحيد الذي ارتكبته يا عزيزتي أنك لم تفهمي خصائص الكائن الحي الرجل، ولم تحاولي أن تفهمي..

ترسم المرأة عادة صورةً ظلية كاذبة في خيالها عنهُ والأدهى أنها تصدقها.. تماما كمن يبني بيت قش فوق السحاب.. لا القش ثابت، ولا السحاب..


قلتُ ذات مرةٍ:

الرجل والمرأة رسامان محترفان بامتياز،

هو: تجريدي يرسمها عارية تماما من كل الملابس التي ترتديها..

بينما هي سرياليه ترسمه بكامل الملابس التي لا يملكها أصلاَ..!


وهي صورة حقيقة لأبعد الحدود.. فكل ما شاهدتهُ من حالاتٍ أسمع فيها الرجل يكثر الشكوى من الأنثى في حياته حبيبةً كانت أو زوجة.. بينما المرأة ترى رجلها قديسا أنيقا رغم أنه لا يساوى وزنا ولا ثمناً.. إنه الحب يسيطر على عقلها، والمادية تسيطر على عقلة..


فلا يُثار الرجل كثيرا من الحب بقدر ما يهتم ببيت نظيف وطعام ممتع كي يتوازن عقله وتنتظم أفكاره في ابتكار مشاريع مربحة ينفق على البيت منها ويؤمن مستقبل الأسرة.. الحب عند الرجل وسيلة لغاية التكاثر ليس إلا..


طريقة الإحساس بالحب والتعبير عنه مختلفة ولا تسمى حبا أصلا.. يسميها الرجال ارتياحا وألفه وعليه يتم الاختيار والقرار في من ستشاركه المستقبل.. ويعبرون عنها بتلبية الحاجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس..

إن أدركت المرأة قليلا من طبائع الرجال المفطورين عليها أصلا ستعيش سعيدة خالية البال.. وإن ركضت خلف زيف القول ستبقى حبيبة مزيفة للأبد..


في النهاية لك حرية الاقتناع والاختيار.. لكن لا تبكي ولا تندبي، فأنتِ من اختار أن تكوني طائرة معلقةً ذاب منها الورق..


- أميمه العبادلة -

الأحد، 4 مارس 2012

"الكهروكذب" نور أم ظلام..!





بقلم: أميمه العبادلة:

هذه الكهرباء التي ضقنا ذرعا بها تمنعنا من كل شيء، في غزة.. حتى من مجرد التفكير.. وكأنها تواطؤ مبرمج وممنهج ومسيس أيضا لإحباطنا أكثر، ( وكأن جرعات الإحباط المركزة تنقصنا!)..

الإنتاجية قلَّت إلى النصف، والرغبة في الإنتاج انعدمت، لان التفكير تعطل هو الآخر.. والمشكلة أن عودة الكهرباء الآن لساعات ست بحسب جدول شركة الكهرباء (المصاب بالحول والعته)، أو خمس، أو ساعة يتيمة في بعض المناطق التي تنقصها الواسطة وتعمدوا تهميشها- عودة الكهرباء، ما عادت تعني عودة الحياة والإنتاج والعمل.. لأن طاقتنا الداخلية تلاشت.. وهذه الساعات المحدودة لا تكاد تكفي لشيء، وسباقنا مع الزمن لاغتنامها يفشل، فتثبط عزائمنا بالتالي..

"المفترض أن لا نتحدث عن الكهرباء ولا نشكوا ولا نكتب حرفا حولها"، هذه وصية ساخرة يطلقها الأغلب هنا وهناك كي لا تكون المسائلة القانونية من نصيبكم أمام السيد النائب العام كما حدث بحق خليل أبو شمالة.. فالكهرباء بألف خير وعافية في قطاع غزة بحسب تصريحات القادة..

بصراحة تصريحات السادة القادة لا تفسير لها سوى أنهم ينعمون بكهرباء متواصلة بفعل عنصر الواسطة الفلزي الموصل للحرارة والدفء والراحة، ويبدوا أنهم لا يدرون شيئا عما يعانيه هذا الشعب..

تصريحات المسئولين هذه كارثية، ولا تدل سوى على فساد طال المسئولين، وستؤدي حتما لانفجار الشعب المنفجر أصلا.. فساد طال الأخضر والأصفر – عفوا الأخضر واليابس، إنها حتما زلة كيبورد ليس إلا.. فأخضرنا وأصفرنا ارتقاء ونقاء ومصالحة..

-       مصالحة.. مصالحة.. ماذا تعني كلمة مصالحة..؟!!
(كيف سنشرح لأطفالنا معنى كلمة مصالحة؟!!)..
-       مصالحة تعني كذب يا حبيبي!!

عندما نقول ونفعل عكس ما نقول.. فهو كذب ونفاق بالطبع.. غير أن الكذب والنفاق أصبحوا من الخصال الحميدة، والمبادئ العالية هذه الأيام.. حذارِ من النطق بمخالفة هذا الرأي السديد حتى لا يتم الزج بك في غياهب السجن..

مادام كبارنا وألوا أمرنا ينتهجونها علناً على مرأى ومسمع منا.. فمشروعيتهم وصلاحهم وحكمتهم تقترن حتما بأفضل الصفات وأعظم المبادئ.. وبوضع تعديل لطيف لتحويل المسمى الفج من كذب إلى سياسات عليا، أو دبلوماسية، أو حنكة وحكمة.. تستطيع أن تمارس الكذب والنفاق علنا أنت أيضا.. في الواقع جميع الشعب ينتهجه فعلا.. وماعاد ينتظر توضيحا أو كتابات مشابهه لإضفاء المشروعية عليها..

لله دركَ يا شافعي كم عجبت من أبياتك نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.. أقسم أنك رجل ساذج وبريء.. ما علمت يا مسكين كيف تكون العيوب وكيف يعاب الزمان ويعاف.. ليتك تصحو من الزمن ساعة لترى أحوالنا.. ولا نريد منك إنشادا ولا فتوى.. يكفينا أنك ستنام قرير العين لروعة زمانك..

- أميمه العبادلة -


مرحبا



توضيح بسيط لمن اعترض على الـ "مرحبا" في تدوينتي السابقة عوضا عن "السلام عليكم".. نعم أنا مسلمة، وفخورة بإسلامي، وأحب تحية الإسلام.. غير أن هذه المدونة ليست مختصة بالدعوة، ثم إنه قد يمر عليها من غير المسلمين.. والكتابة والقراءة حق للجميع..

هكذا ظننت، وعلى أساس ظني تصرفت.. مازلت أذكر نصيحة من صديق قديم حينما استشهدت في أحد مقالاتي بآية قرآنية، وقول لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. حينها نبهني أنه يتوجب عليَ ككاتبة أن أهتم بالإنسان كإنسان دون تحيز أو تأطير.. أقنعني كلامه حينها، خصوصا أنني من أشد الرافضين للعنصرية بكافة أشكالها وأبعادها، ومهما كانت تافهة وبسيطة.. وأقدس الانسان لكونه انساناً..

بالمناسبة تحية الإسلام لا تجوز إلا للمسلمين فقط.. وفي المقابل يجوز لنا أن نحيي غير المسلمين ويتوجب علينا الإيمان بالدين المسيحي واليهودي.. غير أننا نطبق أحكام وعبادات الشريعة الإسلامية فقط.. وعليه فإن إلقاء تحياتٍ كصباح الخير وأخواتها، ومرحبا، وأهلاً.. ليست حراماً..

الغرض من التحية إظهار حب، وسلام روح، وصفاء نية لخلق جو من الألفة.. وبالتالي فإن حديثك بعدها سيكون مقبولا وربما مؤثرا..

لطالما كان عندي شعور ورغبة أن أساعد في تقويم الأفكار، والسلوكيات.. والمجتمع، اليوم، أصبح زاخراً بما يحتاج للتقويم والتعديل.. حتى أننا دون أن ندري نُجَّرُ فنسيءُ مثلما أساءوا.. غير أن ركيزة دين وأخلاق تصحو فينا فنُصَوِبُ سلوكياتنا سريعا..

ولقد اتخذت من الكتابة مهنة لأجل ذلك.. قد أصيب، وقد أخطئ.. لكنني دوما أجتهد وأسأل الله ربنا أن يهدينا الصراط المستقيم..

- أميمه العبادلة -

الجمعة، 2 مارس 2012

المدونة رقم - 3 -


بين حيرة اختيار صباح الخير ومساء الخير.. اختصرت زمن التفكير بِـ "مرحبا"


هذه مدونتي الثالثة.. وكما يُقال في المثل الشعبي: "الثالثة ثابتة" إن شاء الله.

هي مدونتي الثالثة التي أنشئُها.. بعد محاولتين سابقتين الأولى تاهت مني في زحمة المواقع ونسيت كلمة مرورها.. والثانية أغلقتها مؤقتا وفشلت في استرجاعها..


أما هذه فأعد بأنني لن أضيعها ولن أنسى أسرار مرورها إن شاء المولى وقدر..


لم أنشئها لفكرة معينة أود مناقشتها.. غير أن كثير من المواقف تحتاج حديثا مطولا لا يتناسب مع محدودية التويتر، ولا مع ملل قراء الفيس بوك.. لعلها ستتناسب مع ميول هواة القراءة الطويلة نسبيا ربما..


سأشي لكم بسر خطير: إنشاءُ المدونات عادة يكون على خلفية غِيرةٍ.. غيرة حميدة طبعا.. أو ما يُقال عنه غِبطة.. 

م. خالد الشرقاوي هو من فتح شهية الغيرة الحميدة عندي كي أنشئ مدونة.. "ما حدا أحسن من حدا".. بالطبع أمزح، فعلى الرغم من أنني أجزم أن م. خالد يحتكر عالم المدونات والتدوين وعقد دورات تدريبية حولها، إلا أنه شخص طيب وخدوم للغاية وذو طاقة ايجابية رائعة تنعكس على جميع من حوله..


أو لعل اهتمامي بالصحافة الالكترونية وصحافة المواطن وعالم الانترنت الواسع والنشر الحر من عززوا بداخلي رغبة إنشاءِ المدونة..


بل في الواقع، وبعميق صدق مع النفس لا هذا السبب ولا ذاك.. بل هو حُبي للثرثرة.. وهو أحد أسباب اختياري لعالم الصحافة..


قد أضع فيها شيئا من مقالاتي.. وقد أكتفي بمجرد الثرثرة.. الثرثرة المفيدة حتما، وليست الغُثاء..


ولن أنهج التدوين ضمن موعد دوري.. سأتركها لقدر الله قد أكتب كل يوم.. وقد أكتب كل سنة.. نسأل الله عمرا مديدا نقضيه في طاعته ورضاه وحبه..


 - أميمه العبادلة -