الاثنين، 30 أبريل 2012

تخيل ..!


بقلم - أميمه العبادلة:

تخيل نفسكَ، فجأةً، وأنت تفكر في أمر يخصك،
اختصمت مع ذاتكَ، وتلاطمتكَ أمواجُ أفكاركَ..
تخيل أن النقاش مع نفسك احتد أكثر..
ووصل منسوب اختناقكَ مما يتنازع روحكَ، أن بدأت
تضربُ جسدكَ المنهكَ بذات اليمين وذات الشمال..
وفاض بك الجنون رأياً، أن استللت سكيناً
وقتلت نفسكَ بتتابع الطعنات..

القاتل (الروح)، والمقتول (الجسد)..
ألم تمت، كما قال الشرعُ، بعد هذا كافراً، ملوماً، حسيراً..؟!

أتوافقني الرأي، وأجبت بنعم..؟!!
إذاً ما بالنا نمارس هذا الجنون والكفر بتوحش كل يوم..؟!!

لا أجد الجسد المنهك سوى هذا التراب، الذي بت أشك في طهرهِ
من كثرة ما عم على سطحه البلاء والوباء فكرةً وسلوكاً..
وما اليدان يمنى ويسرى سوى.... سوى.... لن أكمل الفراغ..
لا خوفاً، ولكن أظننا ما عدنا بحاجة لملئ الفراغ..
ربما كان الفراغ أجمل دونهما..!

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

ماذا سأفعل حينها..؟!!



بقلم – أميمه العبادلة:

الأحاديث اليومية، بين الأصدقاء، في فلسطين لا تخلوا من تجاذب أطراف الحديث حول الوضع العام، والظروف الصعبة، والطموحات المقموعة، والآمال المكبوتة لنا كشباب..

حديث دار بيني وبين أحد الأصدقاء أخبرني فيه بأنه يتمنى لو كان مسئولاً ليوم واحد فقط، وأنه لن يفعل شيئاً سوى أنه ينوي جمع جميع الفاسدين وإحراقهم دون شفقه أو هوادة..

انتهى الحديث بيننا لكن لم ينتهي رنين الصدى لجملته.. وسرحتُ فيما عساي أفعل لو قُدر لي الحكم ليوم واحد..؟!!

وبما أنني كغيري من الشباب، في فلسطين، نعيش الخيال المتاح، أكثر مما نعيش الواقع المستحيل.. وبما أن لا سلطة لأحد على أفكاري فوجدتني بين وبين ذاتي أسترسل وأقرر الآتي:

سأقوم بإصدار مذكرات صرف وتسريح لجميع السادة المسئولين، ومعالي الوزراء، وحضرات المدراء الأفاضل، كل باسمه ولقبه.. أولئك الذين منذ أن ولدت وقد مد الله في أعمارهم إلى أجل غير مسمى، والذين لم ولن يصلوا لسن المعاش، على ما يبدو.. وأخشى أن حياتي ستنقضي وهم مازالوا باقين..

المهم وبعد أن أصرفهم بمنتهى الاحترام والكرامة، وقُبلة حارة على الباب خلفهم.. فإنني سأرسل في طلب جميع الشباب والشابات الذي هاجروا، بعد أن تمت مصادرة أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم، وما كان أمامهم من سبيل سوى الهجرة.. وسأعينهم هنا جميعاً..

وسأعين أيضاً جميع الشباب الناشطين، الرائعين الذين أقابلهم كل يوم في الندوات، والتجمعات، واللقاءات الثقافية، وعلى صفحات الفيسبوك.. والذين هم أيضا ينتظرون بفارغ الصبر قبول طلباتهم بالهجرة..

لن أقول "للأسف" الشديد أن خيرة شبابنا يهاجرون.. بل سأقول الحمد لله أنهم هاجروا ونجحوا وأثبتوا أنفسهم لأنفسهم وللعالم كله.. التربة في فلسطين باتت مالحة وما من سبيل لإنبات أي شيء فيها.. هذه حقيقة واقعة..!

ولمن قد يعترض أن لا هجرة عندنا، فإنه وبناء على ما أورده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تقريره الرئيسي عن مسح الهجرة في الأراضي الفلسطينية الصادر في مارس 2011: "فإن ﺤﻭﺍﻟﻲ 22 ﺃﻟﻑ ﻓﺭﺩ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ 2009-2007، ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻻ ﻴـﺸﻤل ﺍﻷﺴـﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺠﺭﺕ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل"..

لا أقول هذا ترغيباً في مزيد من الهجرات، لا أقول هذا لأننا كشباب لا ننتمي لهذا الوطن.. لكن للأسف الشديد هذا الوطن لا ينتمي لنا، ويعمل جاهداً على وأد أحلامنا فيه..

بالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، كانت تصلني بعض الرسائل تعقيباً على ما أكتب، من بعض الكبار علماً وقدراً وعمراً أيضاً، وبعد طويل مديح وثناء كانوا يختتمون الحديث بأن حاولي أن تتكلمي بلسان حال الناس ولا تتفردي بلسان حالك فقط.. المعذرة منكم يا سادة يا كرام، يبدوا أنكم أنتم المنفصلون عن الشارع، وعن الشباب ولا تعلمون ما يدور من أحاديث..

لم أتكلم يوما بلسان حالي لأنني لست ولن أكون أنانية.. ولم أرغب باستئثار الكتابة كما اعتدتم أن تستأثروا مناصبكم..

وجميعنا، من نكتب، نحاول الطرق بلطف على جدران مسامعكم.. لعل شيئاً من صحو يتسربل إلى ضمائركم..

أما بالنسبة للهجرة، فلا يحق لكم وصفنا متى أقدمنا عليها بالسلبيين أو المتخاذلين.. بل، في الحقيقة، جميع من هاجروا حاولوا مراراً وتكراراً خلق واقع أفضل لهم وللجميع.. وبعد أن باءت محاولاتهم هذه بالإحباط تلو الإحباط.. كان لا بد بالنجاة بأفكارهم وأعمارهم قبل أن يصيبها العفن القهري والقسري..

المشكلة أن الغرب، رغم أنكم تصورونهم لنا أعداء، وكفاراً، لم يفكر للحظه أن يتخلى عمن قصده مهاجراً، واستفاد لأبعد حد من أفكارهم وطاقتهم، بل وشجعهم ووفر لهم سبل الراحة.. والفائدة هنا للغرب مضاعفة..

أنا أحترم الغرب، ببساطه لأنهم أذكياء.. رغم خبثهم، وكفرهم، وحقدهم الذي تصورونه وتصرون عليه، فهم أذكياء.. والقوة فقط مع الذكي.. وحق لهم أن يكونوا متقدمين وبجدارة..

ولو فكرنا بعمق أكبر لوجدنا أنكم الكافرون والخبثاء والأعداء الحقيقيين الذين أجبرتم الشباب بالتخلي عن زرع أحلامهم هنا.. والفرار للبحث الجاد عن تربة خصبة لتنميتها.. في حين كان الأجدر بكم لو أنكم استفدتم من هذه الطاقات لبناء حضارة جديدة تباهون بها الأمم..

وهذا ما فسره شيخ الإسلام ابن تيمه حينما قال: "إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة".. فلا عجب أن لا دولة تقوم لكم، ولا حتى نصف دولة..

فاعدلوا لتصبحوا..!!

السبت، 21 أبريل 2012

ذئب المصالحة



بقلم – أميمه العبادلة:

من منا لا يذكر قصة الراعي الكاذب الذي ظل يلهو بمشاعر أهل قريته ثلاث فترات متتالية.. وفي كل مرة كان يستنزف مشاعر الخوف والشفقة بداخلهم، كلما صاح منادياً: "الذئب يا قوم، الذئب يا قوم"..!

وكانوا كلما هبوا لنصرته، استلقى على ظهره يضحك ويسخر من طيبتهم، ومناصرتهم، وحبهم له، وصبرهم على أذاه.. حتى جاءته النهاية، فوقع في شر أعماله.. جاءه الذئبُ، صدقاً، وأكل كل خرافه.. وما أظن الذئب تركه إلا اشمئزازا من سذاجته وسماجته..

أخبار المصالحة الفلسطينية لا تختلف مطلقاً عن هذه القصة.. فالراعي السمج يلوك أخبارها السعيدة على مسامعنا كل يوم كي نتخدر أملاً بقربها، ولنبيت ليلنا هادئين نحلم بفجرها يطل علينا..

وما أن يطلع الصباح حتى نضحك من حالنا المر ألما، ونجر ذيول خيباتنا المتتالية من حكومة تتبعها حكومة، ومن مسئول يعقبه مسئول، ومن تصريح يعقبه تصريح..

ولتتأصل الحسرة فينا، فجميعهم (المسئولين) كحبات المسبحة، معلقون بخيط واحد، ويتشاركون اللون السياسي ذاته، وبذات الطباع النهمة لتملك المال والسلطة على حساب الشعب، الذي لا حول له ولا قوة.. وأي منهم لا يجلب لنا أي حسنات بتكراره.. فحسناتهم جميعها بدعه..!

والذئب، مبتهج يهلل: "وافرحتاه براعيكم الأمين ومستنسخه المنشطر عنه".. ويستمر، على مهل، يفترسنا أطفالاً وشباباً وشيوخاً وأرضاً وعِرضاً وأحلاماً..

عجباً، ألهذه الدرجة تجردتم من الإحساس بنا شعباً وأرضاً..؟!! أراضون عن ذاتكم إلى هذا الحد بحقنا..؟!!

لا عجب أن لا أحد من العرب يناصرنا.. حتى أنهم ما عادوا يهتمون لمتابعة أخبارنا.. مادام قادتنا يكذبون عليهم وعلينا بشأن المصالحة.. وتقريباً يعتبرون جرات القلم على صفحاتها، بتوقيعاتهم الخالدة، مجرد "تبرئة عتب" كما يقال..

أو أضف إليها انتفاع من إقامة مجانية في استراحات رئاسية فاخرة.. وأخبار تطرب مسامعهم بفخامة الرئيس جاء وفخامة الأمير ذهب..

ألا تبا لكم.. يا سيدي أنت وهو لا نريدكم.. والله لا نريدكم، ولا نريد مصالحتكم التي تعفنت أوراقها وبنودها وآمالها في نفوسنا..

يكفي أنكم أضعتم من عمرنا ما أضعتم.. لا نريد حاكماً نزقاً نستجديه ليرضى.. نريد حاكماً يدفع من عمره لنحيا..

لا نريد حاكماً يتاجر بعمرنا وآمالنا.. لا نريد حاكماً احترف الكذب وما عاد يخجل منه..
أما الذئب فنحن كفلاء به عنكم، والتاريخ نطق بذلك قبل أن نراكم في سدة الحكم.. فلا بوركتم ولا وليتم علينا بعد اليوم..!


الخميس، 19 أبريل 2012

فشة خلق

أميمه العبادلة:

1- الكلام في السياسة ممنوع لأنها سياسة عليا ولا علم لي بخباياها..

2- الكلام عن الكهرباء وأزمة السولار التي لم تنتهي بعد ممنوع لأنها إثارة للبلبلة ونوع من التخوين والعمالة..

3- الكلام عن الحب ممنوع لأنه عيب ولا يجوز ويثير الشبهات..

4- الكلام عن الحالة النفسية والشعورية ممنوع لأنني "سوبر-وومان" وأكبر من ذلك وأستطيع تجاوز الأزمات بسهولة..

5- الكلام (هذا) ممنوع لأن لا داعي ولا معنى له..

وبما أنه يصعب علي تقمص دور الممثل الصامت، أو الالتزام بالتعليمات آنفة الذكر.. وجدت أنه ليس أمامي إلا إنشاء 10 حسابات مختلفة للفيس بوك، والتويتر، كي أضيف كل جهة اختصاص على حدى في حساب يخصهم وأكتب لهم هناك ما يسرهم..

فأووا إلى فراشكم آمنين مطمئنين يا أعزائي..

آه.. نسيت.. أنا بحاجة لحساب إضافي سأنتهج فيه الصمت التام سأضيف عليه أساتذتي في الجامعة حتى لا يتبادر إلى ذهنهم أنني على الفيس بوك طوال الوقت ولا أدرس ..!

الكتابة مهنة وغاية وهدف ووسيلة وحياة وأوكسجين.. مثلي لا يمكنه الانقطاع عنها حتى لو كانت مجرد خربشات "كيبورد" ..!

لعله من الحكمة أحيانا أن نكون رقباء على ذاتنا فلا نُزعج الآخرين بضجيج ودخان لا معنى له.. لكن نحن فقط من نمتلك حرية الصمت، أو الصراخ، أو الحديث همساً كحل وسط بينهما..

تلك قناعة، ممزوجة برغبة، ومعجونة بذوق.. لكن لا يمكن أن ينصب أي كان نفسه ولياً من أولياء الفيس بوك الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لغايات تخصهم فقط..!!



الأحد، 1 أبريل 2012

الوردة الحمراء..!

بقلم – أميمه العبادلة :
حقا يضحكني الحب وحال المحبين حينما أتفكر فيه وفي أحواله.. تجدنا مأخوذون تماما بمن نحب مهما كانت الظروف ومهما كانت أحوالهم تزعجنا.. ودائما نجبر أنفسنا على تصديق كل المبررات فقط لأننا نحبهم.. لكن الطامة الكبرى حقاً عندما لا يدرك الشريك مكانته الحقيقية، ولا يأخذ الموضوع بشكل جاد جداً.. وحينما ينزعج نجده يؤثر الرحيل لعدم احتماله شكوى الطرف الثاني..


عندما تذهب إحدانا إلى شريك حياتها لتشكو له تصرفاته يكون قصدها أنها مهتمة حقاً لهما، وتريد أن تنبهه لمواطن خلل ليتجاوزها ليحافظا على كينونتهما سويا.. لا لكي يغضب من أنها لا تقدر كل ما يفعله في سبيل إسعادها.. أحيانا يكون الحب، أو احتياجات الأنثى متمثله في أمور أقل ما يقال عنها أنها تافهة، ولكن الرجل بعقليته العملية لا يمكنه مهما حاول الوصول لتفكيرها الحسي البحت.. وهنا تنشأ مشكلة وعبارة [ لا يمكن إرضاء المرأة ].. لأنه لا يستوعب طلباتها..



مثلاً قد تطلب الأنثى من رجلها طلبا بسيطا جدا كأن يجلب لها وردة حمراء من الحديقة كل يوم بعد رجوعه من عمله.. بالنسبة لها ولعقلها الحسي البحت: ( رغم انشغاله وتعبه تذكر أن يمر على الحديقة.. وتذكرني.. والوردة رمز حب مشتعل في قلبه تجاهي )..


الوردة تساوي ملايين لأنها تحوي مليارات المعاني. فهو بذلك يكون قد: تذكرها، وتذكر طلبها، والوردة رمز الحب، والحمراء تحديدا رمز حب مشتعل، ورغم إنهاكه إلا أنه آثر النزول للحديقة ليقطفها من أجلها.. إذا هو يحبها جدا..


أما بالنسبة لمولاي الرجل فالأمر مختلف.. قد يبتسم عند سماعه طلبها هذا ويعدها ببستان ورود.. سيذهب طبعا إلى عمله وسينسى أمر الوردة كليا.. قد يمر خلال عودته من العمل إلى السوبر ماركت ويجلب أمورا كثيرة يحتاجها المنزل، أو قد يبتاع لها عطرا فاخرا، أو لعله إن كان مقتدرا ماليا مر على الصائغ وابتاع لها خاتماً، وفي باله ستطير فرحا من هديتي..


يصل إلى البيت فتستقبله أنثاه بلهفة وشوق وهي تبحث بعينيها عن أي أثر لوردتها الحمراء التي سرحت كثيرا أين وكيف ستضعها؟! وكيف ستذبل وتجففها كي تبقى ذكرى للأبد؟! وكيف أن هذه الوردة ستغدو مع الزمن باقة بل باقات..!


والرجل الغلبان نسي الموضوع تماما.. وفي باله هناك أغلى من الوردة.. هناك خاتم ثمين.. وعطر فاخر.. وكثير من مستلزمات المنزل..



انتبه عزيزي أنت خيبت أملها..!! الخاتم يشعرها أنها سعلة، ومخلوق دون إحساس موجود معك لأنه طامع في مالك.. وهذه كارثة بالنسبة لها، لأنها تحبك ولا تستطيع البعد عنك حتى لو صرت شحاذاً.. فأنت من يهمها لا مالك..


بالعطر أيضا هي سلعة.. لأن للعطر مدلول جنسي، وهو أنك تشتهيها جسدا ولا تولي اهتماما لأحاسيسها وهذه مشكله أخرى..


أما مستلزمات المنزل فهي الطامة الكبرى.. فأنت بذلك تكون أناني ومستهتر كل همك منصب على معدتك وفقط.. وهي عندك مجرد جارية لا أهمية لها أو لمشاعرها.. وستنشأ مشكلة طويلة عريضة بسبب عدم فهم طبيعة الآخر وتفكيره..


صدقني يا رجلي لو أنك معدم واكتفيت بوردة طبيعية حمراء من الحديقة لأشعرتها بحب عظيم لها ولوفرت على نفسك مشكلة طويلة عريضة قد تكون نهايتها الفقد..


لا المرأة يمكن أن تقنع الرجل بنظريتها تلك، ولا الرجل يستطيع أن يستوعب فلسفة المرأة في الحب.. هو: سيبدأ بالتذمر: ( كل ما أفعله من أجلك، وكل ما أجلبه لك.. الخ ).. المشكلة هو منزعج لأنها لا تقدر مجهوده، وتتهمه بالتقصير معها..


وهي: يزداد امتعاضها من كلماته لأنه يُشعرها أنه يمن عليها بما يصنع.. أي لا يفعل ذلك بدافع الحب وكأنه مجبر معها.. فيزداد الطين بلا وتزداد الأمور سوءا..


فتجدها تريد التأكد من شك يعتمل داخل نفسها فتطلب الفراق - لأنه من وجهة نظرها لا يحبها -  فمن يحب لا يتذمر، ولا يشكو، ولا ينسى، فيوسوس لها عقها أنه لا يحبها.. وما من سبيل أمامها إلا أن تلقي بالطعم له إما أن يلتقطه ويوافق على الفراق فيثبت صحة شكوكها، أو أن يثبت لها أنه مازال يحبها ولو بمجرد كلمة [ أحبك ]..

هو: يسمع كلماتها هذه فيستشيط غضباً ويخبرها بموافقته وقد يقفل الباب ويخرج.. ببساطه هو منزعج من أنها لا تفهمه.. لكن تصرفه هذا معناه [ ما صدق ] وكأنه كان يتحين الفرص..


كلاهما الآن يحدث نفسه أن الآخر لا يحبه ولا يقدر.. وكلاهما يبدأ جدياً في التفكير بالفراق لأن أحدا منهم لا يستطيع فهم الآخر ولا يستطيع أن يرضيه..


لو أنكَ فقط جلبت الوردة والله لأسكنتك المرأة فسيح جناتها.. ولكن أكثر الرجال لا يعقلون..


وتبدأ دوامة الفقد التي تكون شديدة جدا بالنسبة للمرأة.. فقد فطر الله الرجل على حب التعددية في النساء أما المرأة لا تستطيع إلا أن تحب واحدا وفقط.. ودون مبالغة تشعر أن الحياة انتهت بعده..
لماذا لا يستوعب الرجال أن ما يسعدنا حقاً أمور بسيطة جدا كوردة حمراء أو رنة موبايل مثلاً..؟!