الخميس، 8 مارس 2012

كسر القوالب


"ينامُ ويصحو على خاطر لو أن له ديوان شعر، ويصمت فهو لا يجيد نظم القوافي في قالب أنيق..
لم يعلمه أحد الشعر يوماً، وخاف هو طرح السؤال"..!



لماذا يجب أن يكون الديوان شعرا..؟!! فليكن الديوان كلاما من القلب كيفما اتفق وانتهى.. فما الشعر إلا كلام أحبت الأذن سماعه لا لموسيقاه بل لروعة المعنى وصدق الإحساس فيه..


هل كل بشر سنَّ لنا سُنةً في مرة سيجبرنا على إتباعها بعيون مغمضة أبد الدهر..؟! ما اسم الشيء الذي كان قبل ابتكار الديوان يا تُرى..؟!


اكتب ديوانكَ يا أنتَ وليكن بياضا فقط.. ليكن صوراً.. ليكن خربشات برصاص حي.. من تراه سيهتم..؟


جاوزنا الكفر بالشعر.. وما هو إلا تخدير للقلوب والمشاعر بقوافٍ عريضة وأجنحة متكسرة.. فلتسقط القواعد الغبية الجامدة التي حطمت اللغة.. وحطمت الإبداع والابتكار..


كم من مبدع خاب خياله لأن جمود الواقع حدد التعامل بقواعد قديمة لعلها إن بحثنا حولها لوجدناها مكتظة بالخطأ والخطيئة..


اكتب ما شئت وسمه ما تشاء.. ابتكر فنا جديدا.. ولينتهجه ألوف من الأجيال بعدنا.. ليكن شعارنا التجديد في كل شيء بعد الآن.. وكفانا تقليد للأولين برتابة مملة..




- أميمه العبادلة -


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نعم.. لا يلزم أن يكون الديوان شعراً، فألوان الأدب متنوعة؛ فهناك الشعر والنثر، والشعر منه القصيدةُ، والملحمةُ، والأرجوزة، والموشحةُ، والأنشودةُ، والمعلقة، والمقطوعة...
والنثر منه المقالة، والرواية، والقصة، والأقصوصة، والخاطرةُ، والمقامةُ، والمسرحية...
ولكلٍ منْ هذه الألوان قواعدُ لا تُكْسَر؛ لا يصح لمنْ رامَها إلا الالتزام بها؛ إن أراد الإبداع حقيقةً! وعلى قدر التزامه بالقواعد؛ وقدرته على التعبير عمَّا يجول في دواخل نفسه؛ بقدر ما يتحققُ له وصفُ الإبداعِ، والأدب...
أما أن يطلعَ علينا بهذيانٍ لا يستندُ إلى أصلٍ من اللغة؛ ولا يلتزم بقواعدَ منَ الأدب؛ ثمَّ يُسَمِّي هذا أدباً؛ فإنه يُشْبِهُ تَسميةَ (مجتمع مياه الصرف الصحيِّ النتنة) بـ (بحَيْرَةِ المِسْكِ)!!!!
مَنْ أرادَ أنْ يكسِرَ القواعدَ فليفعلْ؛ ولكن ليُسَمِّ ما أنتجهُ (وسوسةً) أو (هذياناً) أو (مرضاً نفسياً)!! ولكن ليسَ له أن يُسَمِّيه شعراً!!!
لا أبغي التعريضَ بأحد؛ ولكنِّي أريدُ أنْ أقولَ: أنَّ منْ ينادون بالشعرِ الحرِّ، والمنثور، والحداثيِّ؛ إنما قد ثبتَ فشلهم وعجزهم عن قولِ الشعرِ الملتزم بقواعد الخليل؛ فأرادوا أنْ يجعلوا لهم نوعاً من الصدارة؛ والتسمي بـ (الثقافةِ) فما كان منهم إلا أن زعموا: (أنه لا ينبغي للأديب أن يقيد تعبيره بقواعد وأوزان قديمة؛ وإنما ينبغي له أن يتحرر حتى يتمكن من التعبير عن نفسه!!!).
ولو صحَّ ما زعموهُ لكان ينبغي اعتبار كلِّ فردٍ من أفراد الأمة أديباً؛ لأنه ما من أحدٍ يعجزُ عن التعبير عما يدور في دخيلة نفسه – ولو بالعامية الركيكة – إلا الأخرس!!
ولو أرادوا معالجةَ عقمهم الأدبي؛ لكان المفترضُ فيهم أن يرجعوا إلى اللغة فيتشربوها؛ ويجروها في عروقهم؛ فإن جرت في عروقهم دماء العربية؛ لم يستعصِ الشعر عليهم إذا طلبوهُ؛ لأنَّ العربي شاعرٌ بالفطرة؛ ولا يسهلُ عليه حفظُ شيءٍ كما يسهلُ عليهِ حفظُ الشعر، والواقع خير شاهد..
وسبحان الله... تجد هؤلاء (الحداثيين) لا ذكرَ لهم، ولا شهرةَ، ولا بصر، ولا بصيرة، وإن ماتَ أحدهم ماتتْ معه – ما أطلَقَ عليها – أشعاره!! ولا ترى أبياتهم سائرةً في الناس سير الأبيات الشعرية الموسيقية؛ الشعر (الموسيقيِّ) هو الذي يكتبُ له الانتشار حتى في مجالس عوامِّ الناس!
قارنوا بين أعظم (الحداثيين) وما فيهم عظيم!! وبين أبياتِ المتواضعين من الشعراء (الحقيقيين)؛ وانظروا أيهم شعره أكثر سيراً في الناس ثم احكموا!
مما يُذْكَرُ في شعر (المتنبي) وشاعريته؛ قولهم: (أن للمتنبي خمسمائة بيتٍ تجري على ألسنة الملوك)، انظروا في عصرنا إلى أشعار (البارودي، وشوقي، وحافظ) وغيرهم..

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه.... فليس حرياً أن يقالَ له شعرُ.

من أراد كسر القوالب فليكسرها؛ ولكن ليختر لنتاجه اسماً غير الشعر والأدب!!

وشكراً...