الأربعاء، 20 يونيو 2012

خصوصية مقدسة



بقلم – أميمه العبادلة:

إن الحفاظ على الخصوصية المزدوجة بين شريكين في عمل أو حياة مهمة صعبة جداً.. إلا أن ضرورتها تحتم على كلا الطرفين تقبل مبدأ الكتمان مصحوباً باحتمال تكبد كافة الصعاب ابتداء من التنازل عن البوح بالحلاوة أو المرارة التي قد تغلف تلك العلاقة، وانتهاء بسرد أي تفاصيل تشير أو تدل من قريب أو بعيد بمباشرة أو مواربة لجزء أو لكل.. لا لشيء سوى للحفاظ على كينونتنا بما يليق بنا في عيوننا وفي عيون الناس أيضا دونما أي تشهير..

المشكلة أننا ننسى ونصفح ونسامح وتسير الأمور.. وحتى لو أنها ما سارت فإن الزمن كفيل بمحو قبيح، والاحتفاظ بجميل حتى لو كان ذو قدر يسير.. وما الاحتفاظ بيسير من جميل ذكرى سوى جرعة ماء مالحة تقينا الموت عطشاً في صحراء قاحلة..

إن الناس حولنا للأسف لا ولن تنسى.. أقرب الأقربين كانوا منا أو أبعد الأبعدين.. فقبيح القول والعمل يظل ملازما لنا في تصورهم عنا أو عن شركائنا.. تماماً كأول كلمات تفوهنا بها في لحظة شيطانية من غضب.. وغالبا ما يكون الغضب صديقاً ودودا للتحريف والمبالغة، فيتشوه الشريك بالضرورة، نتيجة لثورة غير مسئولة عن نوع الحمم المتناثرة جزافا من براكين نار لا يعلم درجه حرها في الصدور سوى الله..

وفي حال اتهامنا الآخر جهاراً، فعلينا أن نخضع برضى لمعادلة تساوي كفتي الميزان العادل بأن نفسح المجال للشريك أن يعبر عن رأيه جهاراً هو أيضاً كيفما شاء دون رفض أناني منا، فنحن من بدأنا وعلينا أن نتحمل نهايات تلك البدايات..

ولا لوم على الشريك فيما قد يقول وحجم ما قد يقترفه من خطأ، فتهورنا منذ البداية هو من أفسد الجدار المقدس الملتف حول خصوصيتنا بثغرة تسرب منها ما تسرب..

ليست هناك تعليقات: