الأربعاء، 7 مارس 2012

وهم القصائد

بقلم - أميمه العبادلة:

أتخونُ القصائدُ الشعراءَ، أم أنهم باغتوا الأمنياتِ،

فصادوها بِشِبَاكِ الهوى..؟!!

نسجوها من ضفائر الساذجات،

وعلقوها في الريح طائرة ذاب منها الورق..!

- أميمه العبادلة –


ما أظنني يوما سأنسى لقاءً لمروان خوري الشاعر والمغنى عبر قناة الحرة الأمريكية منذ سنوات.. مروان خوري الذي سحر الجميلات برومانسيته، ورقته، وأغنياته الحالمة التي صورته عاشقا متيما، وصورت حبيبته ملكة الدنيا.. لقاؤهُ أيضا كان مذهلاً، لكن بشكل مختلف تماما..


لا أظنه في لقاءهِ أذهلني وحدي، بل بالطبع قد أذهل كل من سمعه حينها.. سبب الذهول اعتراف مفاجئ منه أن كل ما يُكتب من قصائد عن الحب غير حقيقي، وأنه كشاعر يُحسن القول لتعويض نقص حاد في المشاعر العذرية، الأفلاطونية، وليرضي أمنيات زائفة لفتيات سُذَج.. بينما هو كرجل لا يفكر بهذا ولا يمارسه في الحقيقة..


"ما من رجل حسي، جميعهم مادِّيْوُن، جسديون".. هذا ما اعترف به نيابة عن كل الرجال..


في الواقع، ومن ناحية سيكولوجية وفسيولوجية هو أمر حقيقي، غير أن أيا من النساء لا تصدقه، وكل واحدة تظن نفسها القديسة المخَلِّصَة التي ستغير التاريخ، وخارطة العالم بترويض رجلٍ كما تتمناه..


لا يمكن ترويض الرجال يا عزيزتي.. هم هكذا، لا عُلوا ولا غرورا ولا حتى غباءاً.. ببساطة هكذا خلقهم الله.. وعليكِ أن تدركي ذلكَ قبل كل شيء..


النساء في غالب الأحيان ساذجات، ويعتقدن أنهن عباقرة.. بينما الرجال دواهي، ويزداد دهائهم مع كل عام يمر، خصوصا مع ازدياد التقدم والرقي ومساحات البوح الواسعة وحرية التعبير التي تشبثت كل النساء بها حصادا لأفكار مزروعة بالكبت داخلهن، مما وفر على الرجل المفطور على الصيد جهد ومشقة فهم ثغرات المرأة الفريسة..


كثير من الرجال، إن لم يكن الأغلب، أدركَ الحاجة الحسية والمعنوية للمرأة، فنسج البحر من أجلها قصائد عشق.. ورغم ملوحة البحر الشديدة لم تدرك إحداهن زيف القصيدة.. بل أقسمت أنها أحلى وأشهى ما تذوقت من معسول الكلام..


لا عجب، ولا استغراب.. فليس للحلو وجود، وما من سبيل للمقارنة والتبيان..


غبيات..! ظنوا الملح عسلا، وظنوا السم ترياق.. وحلمت كل واحدة منهن أنها تخطوا نحو بلاط المُلك، سوى أنهن أوراق لعب يُلقى بها في نهاية اللعبة..


وبعد كل هذا العناء تبكي تلك الساذجة وتظن نفسها أخطئت أو أذنبت أو أسرفت أو أو أو.. وتقسم بالقصائد التي كانت أنه قد كان أحبها.. غير أن الجُرم الوحيد الذي ارتكبته يا عزيزتي أنك لم تفهمي خصائص الكائن الحي الرجل، ولم تحاولي أن تفهمي..

ترسم المرأة عادة صورةً ظلية كاذبة في خيالها عنهُ والأدهى أنها تصدقها.. تماما كمن يبني بيت قش فوق السحاب.. لا القش ثابت، ولا السحاب..


قلتُ ذات مرةٍ:

الرجل والمرأة رسامان محترفان بامتياز،

هو: تجريدي يرسمها عارية تماما من كل الملابس التي ترتديها..

بينما هي سرياليه ترسمه بكامل الملابس التي لا يملكها أصلاَ..!


وهي صورة حقيقة لأبعد الحدود.. فكل ما شاهدتهُ من حالاتٍ أسمع فيها الرجل يكثر الشكوى من الأنثى في حياته حبيبةً كانت أو زوجة.. بينما المرأة ترى رجلها قديسا أنيقا رغم أنه لا يساوى وزنا ولا ثمناً.. إنه الحب يسيطر على عقلها، والمادية تسيطر على عقلة..


فلا يُثار الرجل كثيرا من الحب بقدر ما يهتم ببيت نظيف وطعام ممتع كي يتوازن عقله وتنتظم أفكاره في ابتكار مشاريع مربحة ينفق على البيت منها ويؤمن مستقبل الأسرة.. الحب عند الرجل وسيلة لغاية التكاثر ليس إلا..


طريقة الإحساس بالحب والتعبير عنه مختلفة ولا تسمى حبا أصلا.. يسميها الرجال ارتياحا وألفه وعليه يتم الاختيار والقرار في من ستشاركه المستقبل.. ويعبرون عنها بتلبية الحاجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس..

إن أدركت المرأة قليلا من طبائع الرجال المفطورين عليها أصلا ستعيش سعيدة خالية البال.. وإن ركضت خلف زيف القول ستبقى حبيبة مزيفة للأبد..


في النهاية لك حرية الاقتناع والاختيار.. لكن لا تبكي ولا تندبي، فأنتِ من اختار أن تكوني طائرة معلقةً ذاب منها الورق..


- أميمه العبادلة -

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

لا أعلم كيف أصف ما قرأت و لكني ساعترف و اعترف انني ذهلت و شعرت بهذا العاري المرتد عن جنس الحب امامك / انت افلحتي بجلدنا جميعاً و نحن صامتون و اثرت بنا الحب و كانة سلعة لم نشتريها او لم نعرفها من قبل ... أميمة انا اقف امام ما قرات بكثير من النضوج الذي يدور براس أنثي لا تُحب السذاجة و بمحض ارادتها تسمو فوق الوصف
جميل و دعيني أسمية هذا الصراخ منكِ علنا نسمع جيداً ما لا نُحب سماعة من نقض
جميلة بصدق انتِ

سامية الزبيدي يقول...

كتابة رائعة يا أميمة، أنت فيلسوفة قديرة، والفلسفة ليست مسبة لمن يعرف ويقرأ عن عباقرة المعرفة عبر التاريخ.
ولكن رغم اتفاقي معك في الفكرة بعمومها الا أنني اختلف في بعض الاحكام العامة التي أطلقتها على الرجل، وكذلك عن المرأة.
فلا كل الرجال ماديون الى هذا الحد مع اعترافي بان لهم طريقة رؤية وتعبير مختلفين عن النساء وهذا امر طبيعي.
ولا كل النساء هائمات، غبيات فيما يتعلق بحب حياتهن، فكل الاقنعة سرعان ما تسقط مهما حرص الطرف الآخر على الاحتفاظ بها، وصدقيني أن ما يبقي المرأة مرتبطة بهذا الحب، هو الحب نفسه، علاوة على مصالح مادية ايضاً، من نوع ما البدائل المتاحة وغيرها من التفسيرات المادية التي يرقى نقاشها لاسلوب طرحك الجميل
تحياتي لك
سامية

إنتحاب يقول...

صديقتي الإنسانة ,,
في مثل مواقف " إطلاق الأحكام " , فلا يمكن مطلقاً أن يتم الحكم بالصيغة الكلية " حسب مربع أرسطو "!! , إلا في حالة واحدة , وذلك حين نحكم على نوع من الكائنات الجامدة أو أنواع , أما حين يتعلق الأمر بالإنسان فالأمر لا يقاس بالمطلق , وأعرف أن الحكم بالمطلق ظلم كبير " سواء في حالة المذكر أو المؤنث " ,,

الخلاصة " كلنا إنسان , نختلف في جملة المباديء والقيم من حيث الإلتزام بها ,,

وحين نحن نعيش في واقع تغلب عليه المادية , نسطيع أن نقول بأن النظرة العامة لنظرة " الذكر أو الأنثى في الغالب , نظرة مادية " !!

استحضرت في مثل هذه الدعوة التي تسطريها الاّن للأنثى الدور المقدس " الذي وضعت أحلام مستغانمي نفسها فيه , أو وٌضعت فيه بقصد وبدون قصد " ,

أحب إحساسك وحرصك على معشر جنسك سيدتي ,,
لكن مثقفة مثلك , وأنثى تعتمد اليقين , كنت اتمناها شمولية النظرة وبعيدة الأفق ,,

فكوني الإنسانة الأنثى ,, وليس الأنثى وحسب !!

كوني بخير صديقتي أميمة

إنتحاب يقول...

صديقتي الإنسانة ,,
في مثل مواقف " إطلاق الأحكام " , فلا يمكن مطلقاً أن يتم الحكم بالصيغة الكلية " حسب مربع أرسطو "!! , إلا في حالة واحدة , وذلك حين نحكم على نوع من الكائنات الجامدة أو أنواع , أما حين يتعلق الأمر بالإنسان فالأمر لا يقاس بالمطلق , وأعرف أن الحكم بالمطلق ظلم كبير " سواء في حالة المذكر أو المؤنث " ,,

الخلاصة " كلنا إنسان , نختلف في جملة المباديء والقيم من حيث الإلتزام بها ,,

وحين نحن نعيش في واقع تغلب عليه المادية , نسطيع أن نقول بأن النظرة العامة لنظرة " الذكر أو الأنثى في الغالب , نظرة مادية " !!

استحضرت في مثل هذه الدعوة التي تسطريها الاّن للأنثى الدور المقدس " الذي وضعت أحلام مستغانمي نفسها فيه , أو وٌضعت فيه بقصد وبدون قصد " ,

أحب إحساسك وحرصك على معشر جنسك سيدتي ,,
لكن مثقفة مثلك , وأنثى تعتمد اليقين , كنت اتمناها شمولية النظرة وبعيدة الأفق ,,

فكوني الإنسانة الأنثى ,, وليس الأنثى وحسب !!

كوني بخير صديقتي أميمة