الثلاثاء، 24 أبريل 2012

ماذا سأفعل حينها..؟!!



بقلم – أميمه العبادلة:

الأحاديث اليومية، بين الأصدقاء، في فلسطين لا تخلوا من تجاذب أطراف الحديث حول الوضع العام، والظروف الصعبة، والطموحات المقموعة، والآمال المكبوتة لنا كشباب..

حديث دار بيني وبين أحد الأصدقاء أخبرني فيه بأنه يتمنى لو كان مسئولاً ليوم واحد فقط، وأنه لن يفعل شيئاً سوى أنه ينوي جمع جميع الفاسدين وإحراقهم دون شفقه أو هوادة..

انتهى الحديث بيننا لكن لم ينتهي رنين الصدى لجملته.. وسرحتُ فيما عساي أفعل لو قُدر لي الحكم ليوم واحد..؟!!

وبما أنني كغيري من الشباب، في فلسطين، نعيش الخيال المتاح، أكثر مما نعيش الواقع المستحيل.. وبما أن لا سلطة لأحد على أفكاري فوجدتني بين وبين ذاتي أسترسل وأقرر الآتي:

سأقوم بإصدار مذكرات صرف وتسريح لجميع السادة المسئولين، ومعالي الوزراء، وحضرات المدراء الأفاضل، كل باسمه ولقبه.. أولئك الذين منذ أن ولدت وقد مد الله في أعمارهم إلى أجل غير مسمى، والذين لم ولن يصلوا لسن المعاش، على ما يبدو.. وأخشى أن حياتي ستنقضي وهم مازالوا باقين..

المهم وبعد أن أصرفهم بمنتهى الاحترام والكرامة، وقُبلة حارة على الباب خلفهم.. فإنني سأرسل في طلب جميع الشباب والشابات الذي هاجروا، بعد أن تمت مصادرة أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم، وما كان أمامهم من سبيل سوى الهجرة.. وسأعينهم هنا جميعاً..

وسأعين أيضاً جميع الشباب الناشطين، الرائعين الذين أقابلهم كل يوم في الندوات، والتجمعات، واللقاءات الثقافية، وعلى صفحات الفيسبوك.. والذين هم أيضا ينتظرون بفارغ الصبر قبول طلباتهم بالهجرة..

لن أقول "للأسف" الشديد أن خيرة شبابنا يهاجرون.. بل سأقول الحمد لله أنهم هاجروا ونجحوا وأثبتوا أنفسهم لأنفسهم وللعالم كله.. التربة في فلسطين باتت مالحة وما من سبيل لإنبات أي شيء فيها.. هذه حقيقة واقعة..!

ولمن قد يعترض أن لا هجرة عندنا، فإنه وبناء على ما أورده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تقريره الرئيسي عن مسح الهجرة في الأراضي الفلسطينية الصادر في مارس 2011: "فإن ﺤﻭﺍﻟﻲ 22 ﺃﻟﻑ ﻓﺭﺩ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ 2009-2007، ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻻ ﻴـﺸﻤل ﺍﻷﺴـﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺠﺭﺕ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل"..

لا أقول هذا ترغيباً في مزيد من الهجرات، لا أقول هذا لأننا كشباب لا ننتمي لهذا الوطن.. لكن للأسف الشديد هذا الوطن لا ينتمي لنا، ويعمل جاهداً على وأد أحلامنا فيه..

بالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، كانت تصلني بعض الرسائل تعقيباً على ما أكتب، من بعض الكبار علماً وقدراً وعمراً أيضاً، وبعد طويل مديح وثناء كانوا يختتمون الحديث بأن حاولي أن تتكلمي بلسان حال الناس ولا تتفردي بلسان حالك فقط.. المعذرة منكم يا سادة يا كرام، يبدوا أنكم أنتم المنفصلون عن الشارع، وعن الشباب ولا تعلمون ما يدور من أحاديث..

لم أتكلم يوما بلسان حالي لأنني لست ولن أكون أنانية.. ولم أرغب باستئثار الكتابة كما اعتدتم أن تستأثروا مناصبكم..

وجميعنا، من نكتب، نحاول الطرق بلطف على جدران مسامعكم.. لعل شيئاً من صحو يتسربل إلى ضمائركم..

أما بالنسبة للهجرة، فلا يحق لكم وصفنا متى أقدمنا عليها بالسلبيين أو المتخاذلين.. بل، في الحقيقة، جميع من هاجروا حاولوا مراراً وتكراراً خلق واقع أفضل لهم وللجميع.. وبعد أن باءت محاولاتهم هذه بالإحباط تلو الإحباط.. كان لا بد بالنجاة بأفكارهم وأعمارهم قبل أن يصيبها العفن القهري والقسري..

المشكلة أن الغرب، رغم أنكم تصورونهم لنا أعداء، وكفاراً، لم يفكر للحظه أن يتخلى عمن قصده مهاجراً، واستفاد لأبعد حد من أفكارهم وطاقتهم، بل وشجعهم ووفر لهم سبل الراحة.. والفائدة هنا للغرب مضاعفة..

أنا أحترم الغرب، ببساطه لأنهم أذكياء.. رغم خبثهم، وكفرهم، وحقدهم الذي تصورونه وتصرون عليه، فهم أذكياء.. والقوة فقط مع الذكي.. وحق لهم أن يكونوا متقدمين وبجدارة..

ولو فكرنا بعمق أكبر لوجدنا أنكم الكافرون والخبثاء والأعداء الحقيقيين الذين أجبرتم الشباب بالتخلي عن زرع أحلامهم هنا.. والفرار للبحث الجاد عن تربة خصبة لتنميتها.. في حين كان الأجدر بكم لو أنكم استفدتم من هذه الطاقات لبناء حضارة جديدة تباهون بها الأمم..

وهذا ما فسره شيخ الإسلام ابن تيمه حينما قال: "إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة".. فلا عجب أن لا دولة تقوم لكم، ولا حتى نصف دولة..

فاعدلوا لتصبحوا..!!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

1 - الوطن لايطرد أبنائه,بل من يقومون بطردهم هم مجموعة ممن لا يحق لهم التواجد في مناصبهم.
2 - الغربة ياسيدتي لا يعرف مرارتها الا من جربها, فكان أحوج ما يكون الى العودة الى وطنه والارتماء بين أحضانه.
3 - نعم أنت شاهدت وبأم عينيك ما جرى, وأقول لك, أن هناك من استغول وحارب كل العقول والخبرات والكفاءات العلمية والمعرفية,لآنه دون مستواهم.
4 - العض على ما يبدو لايستطيع قبول الحقيقه, وهي أن الحياة تمر بمراحل مختلفة, وهذا بحق سر النجاح, ومع ذلك تجد العديد من الحاقدين يرفضون ذلك,خشية من افتضاح أمرهم,وعدم قدرتهم على مواكبة التطورات.
5 - لقد حضر الكثير من الشباب الدارس في الخارج, وبكل أسف حورب ممن افتقدت لديهم أبسط معايير الأخلاق.
6 - الهجرة وبكل أسف كانت قهرية وقصرية, وقد ساهم الانقسام فيها بشكل واضح.
7 - والدول التي تستقبل شبابنا بخبراتهم ليست بالضرورة تتمتع بحنان زائد,بل لها مصلحة في ذلك,فمثلا هؤلاء الشباب أغلبهم متعلمين ولديهم شهادات عالية وخبرات يمكن أن تستفيدج منها تلك البلاد, وكذلك فهم لم ولن يحملوا تلك الدول أعباء المصاريف الدراسية مثلا, فهم جاهزون, والفائده هنا مشتركة,بل وتعود على تلك الدول بنفع أكثر.
8 - حقيقة نحن بحاجة الى صحوة ضمير من كل القادة والمسئولين وعلى كافة المستويات من أجل اعادة الثقة لكل هؤلاء الشباب والذين نحن في أمس الحاجة الى تخصصاتهم, فهل هناك من يسمع ويعي!!!
وشكرا للكاتبه,,,,

أحمد محمد كلوب "أبوفادي"

غير معرف يقول...

أشكر الأخت الكاتبة على مقالها وأؤكد على ما ذكرته بالنسبة لموضوع هجرة الوطن ... فلولا ظلم اوطاننا لنا لما فكرنا بالهجرة يوما ولو انه كان بامكاننا ان نبقى لنبني وطننا ونعمره بسواعدنا لما ترددنا لحظة ... لكن الفساد والمحسوبية وانعدام الكفاءات في المسؤولين هي من تجبرك على شد رحالك لتقصد الغرب لتراه يرحب بك ايما ترحيب ويستقبلك بدفئ لينسيك اجوائه الباردة ويعتبرون وجودك بينهم طاقة وقدرة تساعد في تقدم بلدهم ولا ينظرون اليك بنظرة السارق لخيرات بلدهم او المحتل لوظائف ابنائه!... أتمنى لامنتا ان تنهض من كبوتها وان تستغل شبابها فحرام ان تضيع طاقاتنا البشرية سدى ليستغلها غيرنا من الأمم!

شكرا - كندا

غير معرف يقول...

الاخت المحترمة اميمة
لا تلقي بالا لمن ينتقد هجرة الفلسطيني
فالفلسطيني كاي انسان آخر من حقه ان يعيش حياته بكل مكوناتها
ولو استعرضنا واقع الفلسطينيين في الشتات لوجدنا ان الدور الذي يقوم الفلسطينيون في خدمة وطنهم في الخارج لا يقل عن دور الصامدين في الداخل كما ملكات الابداع والانجاز العلمي والثقافي والابتكار والنفوذ الادبي والسياسي للفلسطينيين فيالعالم لا يقل عنهم في الداخل ان لم يكن افضل ولا يشكل السفر مهيبة بحق احد ولا الهجرة الم يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قالسيدنا علي كرم الله وجهه

سافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة
وعلم واداب وصحة ماجد

سمير سليمان أبو زيد